عيد ميلادي
شموع تضاء وأخرى تطفأ
أناس تحتفل وأخرى تعسه
ودنيا غراء
إنه احتفال عيد ميلاد إحداهن
تعال أختى إنك مدعوة لهذا الميلاد
غرتهم الدنيا وترحل العام ليحتفلوابمروره
أي العقول هذه؟
لكن لحظة ..إنك مدعو
فأهلا بك في
عيد ميلاد.......
هذه الليلة لم أستطع النوم جيداً على غير عادتي فهناك أمور كثيرة تشغل فكري فبعد أيام
سيكون عيد ميلادي وسأدعوا الأهل والأصدقاء للاحتفال بهذا اليوم الذي ولدت فيه, اليوم المميز الذي قدر لي أن أبدأ حياتي على وجه الأرض به وهناك أمور كثيرة علي أن أرتبها وأشياء كثيرة علي إحضارها ومن هن المدعوات لهذا اليوم
حاولت حصر الأشياء في رأسي لأستطيع النوم وبدأت أعدد أسماء المدعوات وأنا مغمضة العينين وما هي الأصناف التي سأجهزها وماهي وماهي........
حتى استسلمت للنوم
استيقظت وأنا متعبة من السهر ولكن علي أن أقوم لأرتب أموري قبل الوقت لكي لا أنسى شيئاً
لبست ثيابي وانطلقت وأنا أحدد الأمكنة التي علي أن أذهب إليها
سنوات كثيرة مرت علي وأنا أنتظر هذا اليوم في كل عام لأحتفل بهذا الحدث العظيم عيد
ميلادي
ولم أستشعر إلا بيد تمسك بي وتقول إلى أين أولست منال؟
نظرت إليها وانطلقت مني ضحكة فرح إنها صديقة الطفولة تحادثنا قليلا ونحن نتمشى مع بعض ودخلنا المتجر ورحت أجمع ما أريد شراءه ثم توجهت إلى مكان الشموع وبدأت أعد واحد اثنان ثلاثة ....عشرون .......خمس وعشرون
ضحكت صديقتي قائلة وكأنك تعدين سنين عمرك
نعم أجبت بسرعة فقريباً عيد ميلادي
لا لا ليس بعد مازال هناك عدد آخر من الشموع إلا إذا كنت تريدين أن تزوي عمرك أجابت ضاحكة
قلت: لا يهم سآخذ أيضا
فنظرت إلي بدهشة: هل تقصدين ما تقولين
هل صحيح أنك ستحتفلين بعيد ميلادك؟؟؟؟؟؟
وما المانع؟ أجبتها بسرعة, وإن كنت قد تجاوزت الخامسة والعشرين إلا أنني ما زلت صغيرة
ردت بتعجب: لا لم أقصد انك كبيرة أم صغيرة بل أقصد هل حقا ستحتفلين بعيد ميلادك؟
وهل لنا نحن المسلمين أعياداً غير عيدي الفطر والأضحى
أجبت بسخرية: هذا عيد خاص والعيدان عامان
قالت: أشفق عليكِ غاليتي من هذا التفكير وهذا التقليد الأعمى
أي تقليد!!!! أجبت بنبرة عالية
قالت: تقليد غير المسلمين والتشبه بهم في احتفالاتهم أما علمت حديث رسولنا الكريم
فهل ترضين أن تكوني مثل هؤلاء الكفار
أجبتها على الفور: لا ليس تشبه بهم ولكنها فرصة للاجتماع والفرح
أولا يكون الاجتماع إلا ببدعة
ماذا بدعة ما هذا الكلام؟
أجابت بحدة: نعم بدعة لا تحاولي أن تقنعيني أن الرسول الكريم أو احد من صحابته احتفل بعيد ميلاده
وهم أفضل منا بآلاف المرات ومولدهم لو كان ذلك صحيحاً أحق أن يحتفل به من مولدنا
فلم نسمع يا غاليتي بعيد ميلاد أحد من خير القرون ولا حتى أفضل الناس سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونحن مطالبون باتباعه إن زعمنا أننا نحب الله
ألم تقرأي قوله تعالى:
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران31
ولو كان في عيد الميلاد خير لدلنا رسولنا عليه السلام وبما أنه لم يأت به فهو بدعة
فعلا أحرجتني بهذا الكلام ولكني لم أشأ أن أشعرها بأنها انتصرت علي فقلت مستدركة لا تعقدي الأمور شوية تقولين إنني أتشبه بالكفار وتارة أحدث بدعة وماذا بقي أيضاً
التفتت نحوي وقالت إني لأعلم أن لك عقلاً لبيباً فأين غاب عنك أنك تطفأين شموع عمرك وأنت مسرورة
ماذا قلت بدهشة نعم إن كل شمعة تشعليها وتبتهجي بها هي أيام عمرك وكل عام تزيد شمعاتك وتنقص حياتك فكل يوم يقربك إلى أجلك أكثر, فكل عام تزداد شموعك واحدة وتشعليها وتطفأيها بنفسك متناسية إنك كبرت عاما وازداد عاماً إلى عمرك ونقص عام من اقتراب أجلك
سامحيني لقد نكدت عليك وأفسدت عليك سعادتك ولكنني ويعلم الله ما أقول ذلك إلا لحبي لك, لا أريد أن تأخذك الدنيا وتنسيك الآخرة
أعلم أنك على خير ولكني صديقتك وصديقك من صدقك لا من صدَّقك
ألا ترين يا غالية كيف تمر الأيام سريعاً وكل لحظة سنحاسب عليها أين وكيف قضيناها
احسبي الوقت المهدور إلى جانب المخالفات الأخرى والجهد المبذول ثم قولي لي بربك كم عمل خير ممكن أن تعمليه ويزيد رصيد حسناتك في الوقت الذي قد يكون ضدك
لم أرد فلقد أقنعتني تماما
مالك لا تردين هل غضبت مني
لا لا أجبت بسرعة
ضحكت بود وقالت لقد أفحمتك أليس كذلك؟ أتعلمين الآن تأكدت أنك رائعة وأروع مما كنت أعتقد فليس الوقوع في الخطأ نهاية المطاف بل النهاية العدول عن هذا الخطأ والعودة إلى الله
ماذا ستستفيدين من احتفالك هذا إن كنت تريدين أحبابك من حولك فيمكنكك أن تدعيهم في أي وقت
وإن كنت تفتقدين التهنئة فهني نفسك بما فعلته من طاعات وبدل أن يقولون لك هابي بيرزد تو يو قولي لنفسك واجعليها قاعدة لك كل عام وأنا إلى الله أقرب
وبدون أن أشعر ضممتها إلى صدري وقلت جزاك الله خيرا لقد نورت لي طريقي الله ينور قلبك
أعدت الشموع إلى مكانها, وأعدت حاجيات عيد الميلاد من بالونات وزينة وغيرها وقررت أن أتصدق بهذا المبلغ لأعمر به آخرتي
خرجنا من المتجر وألحيت على صديقتي أن تأتي معي ولما حاولت الاعتذار وصممت عليها وقلت ضاحكة إن لم تأتِ فسأعود لأشتري أغراض عيد الميلاد وتأخذي ذنبي
فضحكت وقالت لا أرجوك هيا إلى المنزل
مضينا معاً وأنا أشكر الله أن هيأ لي من يرشدني إلى طريق الصواب وأسأل الله أن لا يحرم صديقتي الأجر وأن يثيبها الجنة
تعالوا بنا أخوتي نقرأ أيضاً هذه القصة التي تحدث في زمننا زمن المعاصي والفتن لعلنا نتعظ ونتقي الله في أنفسنا ولن ينجو من هذه الفتن ومفسدات القلوب إلا من اتقى الله بأقواله وأفعاله
استيقظت صباحاً وإذا بالساعة تقارب الثامنة صباحاً
نهضت من فراشها فرحة أتعلمون لماذا؟؟؟؟ لأن اليوم عيد ميلادها قالت في نفسها أريده مميزاً وجميلاً بصحبة أحبابي وصديقاتي
فنهضت بهمة ونشاط على غير العادة فاليوم يومي وأريد أن أطفأ شموع عمري التي مضت
سرحت بتفكيرها وقالت شموع سوف أطفأها الليلة وسنين مضت من عمري سبحان الله هل كانت برضا الله .....
ولكن ما لبثت حتى تغير تفكيرها وقالت كله يوم ويمضي في سبيل حاله
افرحي يا نفس بهذا اليوم وبعدها سوف أقلب صفحة جديدة في حياتي ........
حان وقت الاحتفال وتجمع الأهل والأصحاب وصديقتنا تجهز نفسها حتى تكون أجمل الجميلات في عيد ميلادها الذي تتوقع أن يكون عيد مميز ورائع بصحبة من تحب
جاءت صديقتنا ونزلت الدرج حتى تطفأ شمعات بعدد سنين عمرها وما أن نزلت أول درجة حتى انقلبت على ظهرها بسبب ذيل فستانها الطويل الذي يجر من وراءها كالخُيلاء
هرع الجميع حتى يرى ماذا حدث ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان فقد انطفأت شموع عمرها قبل أن تنفخ هي عليها وتقلب صفحة عمرها والسنين التي أمضتها في معصية الله وكل سنة تشعل الشموع وتطفأها حتى انتهى بها المطاف إلى أن تنطفأ شموع عمرها إلى الأبد......
فلا بد لنا أخوتي أن نحاسب أنفسنا دائما ونتوب إلى الله فالموت لا يعرف صغيراً ولا كبيراً, فهذا آجال وعلينا أن نحضر ليوم الحساب
فتاريخ ميلادك ولا أقول عيد ميلادك لأن التاريخ هو زمن مضى
زمن مضى من عمرك وأنت في معصية وتقوم ببدع ما أنزل الله بها من سلطان
فحين تتذكر يوم تاريخ ميلادك تحسر على نفسك بأيام مضت بدون أن تعبد الله حق عبادته
أحبتي في الله العمر هو البضاعة ورأس المال فمن ضاعت بضاعته وانتهى رأس
ماله دون أن يحقق الربح فهو من الخاسرين
أحبتي
هل حسبتم أن هذا العمر وهذه الأيام وهذه الشهور وهذه السنوات التي هى عمرك والتى تمضي منكم وأنتم لا تشعرون ....
هل حسبتم أن الله لن يسألكم عنه......
قال الله تعالى :" أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ" 115-116 سورة المؤمنون
أليس الله بقادر على أن يبعث العباد للوقوف بين يديه للسؤال عما
قدموه وعما فعلوه للسؤال عن القليل والكثير أو كبير أو حقير أو عظيم
أيها المسلم :
ستسأل عن كل ساعة وكل يوم وكل أسبوع وكل سنة وعن عمرك
كله فيما أفنيته .......
أيها المسلم :
الأيام تمر والأشهر تجري ورائها تسحب معها السنين وتجر خلفها
الأعمار وتطوي الحياة جيلاً بعد جيل وبعدها سيقف الجميع بين
يدى الملك الجليل .......
قال الحسن البصرى :
"يا بن آدم إنما أنت أيام مجموعة فإن مضى يوم مضى بعضك
وإن مضى بعضك مضى كلك "
العمر هو البضاعة الحقيقية والله ما منحنا هذه البضاعة الكريمة
للهو واللعب والملذات والشهوات , والله ما للهو خلقنا بل خلقنا لغاية
كريمة ولغاية عظيمة ....
قال الله تعالى :"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ "الذاريات 56
كان ابن عمر يقول :"إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح
وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء "
فتوى للشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -
في حكم الاحتفال بأعياد الميلاد :
السؤال
ما حكم أعياد الميلاد؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأجاب بقوله: يظهر من السؤال أن المراد بعيد الميلاد عيد ميلاد الإنسان، كلما دارت السنة من ميلاده أحدثوا له عيداً تجتمع فيه أفراد العائلة على مأدبة كبيرة أو صغيرة.
وقولي في ذلك أنه ممنوع؛ لأنه ليس في الإسلام عيد لأي مناسبة سوى عيد الأضحى، وعيد الفطر من رمضان، وعيد الأسبوع وهو يوم الجمعة, وفي سنن النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان لأهل الجاهلية، يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي، صلى الله عليه وسلم، المدينة قال : "كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد بدلكم الله بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم الأضحى".
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن العربي -
ولأن هذا يفتح باباً إلى البدع مثل أن يقول: قائل: إذا جاز العيد لمولد المولود فجوازه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أولى وكل ما فتح باباً للممنوع كان ممنوعاً. والله الموفق.